تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٥٧٧
ويجوز أن يراد بالزكاة: العين على تقدير مضاف محذوف وهو الأداء، ويحمل البيت على هذا أيضا.
* (على أزواجهم) * في موضع الحال، أي: الأوالين على أزواجهم، والمعنى:
أنهم * (لفروجهم حافظون) * في جميع الأحوال * (إلا) * في حال تزويجهم أو تسريهم، ويجوز أن يتعلق * (على) * بمحذوف يدل عليه قوله تعالى: * (غير ملومين) * كأنه قال: يلامون إلا على أزواجهم، أي: يلامون على كل مباشر إلا على ما أطلق لهم * (فإنهم غير ملومين) * عليه. * (فمن ابتغى وراء ذلك) * أي:
طلب سوى الأزواج والمملوكة * (فأولئك هم العادون) * الكاملون في العدوان المتناهون فيه.
وقرئ: " لأمانتهم " (1) و * (لأماناتهم) *، و " على صلاتهم " (2) و * (على صلوا تهم) * على الواحد والجمع، وسمي الشئ المؤتمن عليه والمعاهد عليه أمانة وعهدا، ومثله: * (يأمركم أن تؤدوا الأمانات) * (3)، * (وتخونوا أمنتكم) * (4)، وإنما يؤدى المؤتمن عليه لا الأمانة نفسها، وكذلك الخيانة. ويحتمل العموم في كل ما أتمنوا عليه وعهدوا من جهة الله ومن جهة المخلوقين، والخصوص فيما حملوه من الأمانات للناس وعهودهم.
وكرر ذكر الصلاة لأن في الأول وصفهم بالخشوع فيها، وفي الثاني وصفهم بالمحافظة عليها، وهو أن يؤدوها في أوقاتها ويراعوا أركانها، وكان أولئك الجامعون لهذه الصفات هم الأحقاء بأن يسموا وراثا دون من عداهم، ثم بين

(١) قرأه ابن كثير. راجع التبيان: ج ٧ ص ٣٥٠.
(٢) وهي قراءة حمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٤٤٤.
(٣) النساء: ٥٨.
(٤) الأنفال: ٢٧.
(٥٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 ... » »»