تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٥٤٦
ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (2) ومن الناس من يجدل في الله بغير علم ويتبع كل شيطن مريد (3) كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير (4) يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفي ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج (5)) * الزلزلة والزلزال: شدة التحريك والإزعاج، وأن يضاعف ذليل الأشياء عن مراكزها ومقارها، وهي مضافة إلى الفاعل على تقدير: أن الساعة تزلزل الأشياء، أو: إلى تقدير المفعول فيها على طريقة الاتساع في الظرف وإجرائه مجرى المفعول به، كقوله: * (بل مكر الليل والنهار) * (1)، علل سبحانه وجوب التقوى على الناس بذكر * (الساعة) * ووصفها بأهول صفة ليتصوروها بعقولهم ويتزودوا لها.
فروي: أن هاتين الآيتين نزلتا ليلا في غزوة بني المصطلق فقرأهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم ير أكثر باكيا من تلك الليلة، ولما أصبحوا لم يضربوا الخيام وقت النزول ولم يطبخوا قدرا، وكانوا بين باك ومفكر (2).
* (يوم) * منصوب ب‍ * (تذهل) * والضمير له " الزلزلة "، والذهول: الذهاب عن

(1) سبأ: 33.
(2) رواه البغوي في تفسيره: ج 3 ص 274 عن عمران بن حصين وأبي سعيد الخدري.
(٥٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 540 541 542 543 545 546 547 548 549 550 551 ... » »»