تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٥٢٥
أهلها، وقيل: ننقصها بموت العلماء (1)، وعلى القول الأول ففي قوله: * (أنا نأتى الأرض ننقصها) * تصوير لما كان ينجز به الله على أيدي المسلمين من الغلبة على ديار المشركين، والنقص من أطرافها.
وقرئ: " لا تسمع الصم " (2) على الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله).
* (ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين (46) ونضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين (47) ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضيآء وذكرا للمتقين (48) الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون (49) وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون (50)) * أي: وإن مسهم مما أنذروا به أدنى شئ لذلوا وأقروا بالظلم على أنفسهم، وفي " النفحة " معنى القلة لبناء المرة، ولقولهم: نفحته الدابة وهو ريح يسير، ونفحه بعطية إذا رضخه (3).
* (ونضع لموازين) * ذوات * (القسط) * فحذف المضاف، ووصفت * (الموازين) * ب‍ * (القسط) * وهو العدل مبالغة، كأنها في أنفسها قسط * (ل‍) * أهل * (يوم القيمة) * أي: لأجلهم، أو هو كاللام في قولك: لخمس ليال خلون من الشهر، ومنه قول النابغة:
توسمت آيات لها فعرفتها * لستة أعوام وذا العام سابع (4)

(1) وهو قول عطاء والضحاك. راجع تفسير الماوردي: ج 3 ص 449.
(2) قرأه ابن عامر وحده. راجع التيسير في القراءات للداني: ص 155.
(3) رضخه رضخا: إذا أعطاه عطية قليلة. (لسان العرب: مادة رضخ).
(4) وهو من قصيدة يعتذر بها إلى النعمان بن المنذر مما وشت به بنو قريع، ومطلعها:
اقارع عوف لا أحاول غيرها * وجوه قرود تبتغي من تجادع انظر خزانة الأدب للبغدادي: ج 2 ص 453 وفيها: " توهمت " بدل " توسمت ".
(٥٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 ... » »»