تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٧
مضاعفين، أي: لضاعفنا لك العذاب المعجل للعصاة في الحياة الدنيا وما نؤخره لما بعد الموت، وفي هذا دليل على أن القبيح يكون عظم قبحه على مقدار عظم شأن فاعله.
وعن ابن عباس: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) معصوم، وإنما هو تخويف لئلا يركن مؤمن إلى مشرك في شئ من أحكام الله تعالى (1).
* (وإن كادوا) * يعني: قريشا * (ليستفزونك) * ليزعجونك * (من الأرض) * أرض مكة بالإخراج * (وإذا لا يلبثون) * أي: لا يبقون بعد إخراجك * (إلا) * زمانا * (قليلا) * فإن الله يهلكهم وقد أهلكوا ببدر بعد إخراجه بقليل، أو: إلا ناسا قليلا منهم يريد من انفلت منهم يوم بدر ومن آمن، وقيل: من أرض المدينة، لأن اليهود قالوا له: إن الأنبياء بعثوا بالشام وهي مهاجر إبراهيم، فلو خرجت إلى الشام لامنا بك، فهم بالخروج إلى الشام فنزلت (2)، وقرئ: " خلفك " (3) و * (خلفك) * ومعناهما واحد، قال:
عفت الديار خلافهم فكأنما * بسط الشواطب بينهن حصيرا (4) أي: بعدهم * (سنة من قد أرسلنا) * يعني: أن كل قوم أخرجوا رسولهم من بينهم فسنة أن يهلكهم، وانتصابه بأنه مصدر مؤكد، أي: سن الله ذلك سنة.
* (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن

(١) حكاه عنه القرطبي في تفسيره: ج ١٠ ص ٣٠٠.
(٢) وهو قول الكلبي. راجع تفسير البغوي: ج ٣ ص ١٢٧.
(٣) قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم برواية أبي بكر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٣٨٣.
(٤) قائله هو الحارث بن خالد المخزومي، وفيه يصف ديار الأحبة بعد رحيلهم، وأنها بقيت غير مكنوسة وفيها ركام السعف المتساقط، كأنها بسط فيها السعف بسطا. انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ج 1 ص 387.
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»