تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٧
* (ولا) * تستبدلوا * (بعهد الله) * وبيعة رسول الله * (ثمنا قليلا) * عرضا يسيرا من الدنيا * (إنما عند الله) * من الثواب على الوفاء بالعهود * (خير لكم) * وأشرف * (إن كنتم تعلمون) * الفرق بين الخير والشر. * (ما عندكم) * من متاع الدنيا * (ينفد) * أي: يفنى، وقرئ: * (لنجزين) * بالياء (1) والنون. * (حيوا ة طيبة) * يعني: في الدنيا، وهو الظاهر لقوله: * (ولنجزينهم) * وعده الله ثواب الدنيا والآخرة، وعن ابن عباس: الحياة الطيبة: الرزق الحلال (2)، وعن الحسن: القناعة (3)، وقيل: يعني في الجنة (4)، ولا يطيب لمؤمن حياة إلا في الجنة.
ولما ذكر العمل الصالح وثوابه وصل به قوله: * (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله) * ليعلم أن الاستعاذة من جملة العمل الصالح، يعني: فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ، كقوله: * (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم) * (5) وكما تقول: إذا أكلت فسم الله، وإنما عبر عن إرادة الفعل بلفظ الفعل لأن الفعل يوجد عند القصد والإرادة بغير فاصل. * (ليس له سلطن) * أي: تسلط على أولياء الله، يعني: أنهم لا يقبلون منه ما يريده منهم * (إنما سلطنه على) * من يتولاه ويطيعه * (به مشركون) * الضمير في * (به) * يرجع إلى * (ربهم) *، ويجوز أن يرجع إلى * (الشيطان) * أي: بسببه مشركون.
* (وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون (101) قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت

(١) قرأه نافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٣٧٥.
(٢) حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج ٣ ص ٢١٢.
(٣) تفسير الحسن البصري: ج ٢ ص ٧٥.
(٤) قاله قتادة. راجع التبيان: ج ٦ ص ٤٢٤.
(٥) المائدة: ٦.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»