تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٥
فيه تختلفون (92) ولو شاء الله لجعلكم أمة وا حدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسلن عما كنتم تعملون (93) ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم (94)) * عهد الله: هو البيعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) على الإسلام والإيمان لقوله تعالى: * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) * (1)، * (ولا تنقضوا الأيمن) * البيعة * (بعد توكيدها) * أي: بعد توثيقها باسم الله، و " أكد " و " وكد " لغتان، والأصل: الواو والهمزة بدل منه * (وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) * رقيبا وشاهدا، لأن الكفيل يراقب حال المكفول به ويراعيه.
* (ولا تكونوا) * في نقض الأيمان * (ك‍) * المرأة * (التي) * غزلت ثم * (نقضت غزلها) * بعد إمراره (2) وإحكامه فجعلته * (أنكاثا) * جمع نكث، وهو ما ينكث فتله، وهي ريطة بنت سعد بن تيم بن مرة من قريش، كانت تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار ثم تأمرهن فينقضن ما غزلن * (أن تكون أمة) * بسبب أن تكون أمة، يعني: جماعة قريش * (هي أربى من أمة) * أي: أزيد عددا وأوفر مالا من أمة من جماعة المؤمنين * (إنما يبلوكم الله به) * الضمير لقوله: * (أن تكون أمة) * لأنه في معنى المصدر، أي: إنما يختبركم بكونهم أربى لينظر أتوفون بعهد الله وبيعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أم تغترون بكثرة قريش وقوتهم وثروتهم وقلة غيرهم من المؤمنين وضعفهم وفقرهم * (وليبينن لكم يوم القيمة) * وعيد وتحذير من مخالفة الرسول.
* (ولو شاء الله لجعلكم أمة وا حدة) * مسلمة مؤمنة * (ولكن يضل من يشاء) *

(١) الفتح: ١٠.
(2) في بعض النسخ: إبرامه. وفي الصحاح: أمررت الحبل: إذا فتلته فتلا شديدا.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»