تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٠
* (وسبلا) * أي: طرقا * (تهتدون) * بها إلى حيث شئتم من البلاد.
* (وعلمت) * وهي معالم الطرق وكل ما يستدل به المارة من جبل وسهل وغير ذلك، والمراد ب‍ " النجم ": الجنس، كما يقال: كثر الدرهم في أيدي الناس، وعن السدي: هو الثريا والفرقدان وبنات نعش والجدي (1)، فكأنه سبحانه بتقديم النجم وإقحام * (هم) * فيه والخروج من الخطاب إلى الغيبة أراد أن قريشا - خصوصا - لهم اهتداء بالنجوم - خصوصا - في أسفارهم، فكان لهم بذلك علم لم يكن مثله لغيرهم، فكان الشكر أوجب عليهم فلذلك خصصوا.
الصادق (عليه السلام): " نحن العلامات، والنجم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (2).
* (كمن لا يخلق) * أريد به الأصنام، وجعل " من " فيما لا يعقل لما اتصل بذكر الخالق * (أفلا تذكرون) * فتعتبرون.
* (لا تحصوها) * أي: لا تضبطوا عددها فضلا عن أن تطيقوا القيام بشكرها * (إن الله لغفور رحيم) * يتجاوز عن تقصيركم في أداء شكر نعمه ولا يقطعها عنكم.
* (والله يعلم ما تسرون وما تعلنون (19) والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون (20) أموا ت غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون (21) إلهكم إله وا حد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون (22) لاجرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين (23)) * * (يدعون) * قرئ بالياء والتاء (3)، نفي عنهم خصائص الإلهية بنفي كونهم

(١) حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج ٣ ص ٦٤.
(٢) الكافي: ج ١ ص ٢٠٦ - ٢٠٧ باب ان الأئمة هم العلامات...، المناقب لابن شهرآشوب:
ج 4 ص 178.
(3) وقراءة التاء هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 371.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»