وقالوا لهم: دفعه إلينا أهل الماء لنبيعه لهم بمصر (1)، وعن ابن عباس: أن الضمير لإخوة يوسف وأنهم قالوا للرفقة: هذا غلام لنا قد أبق فاشتروه منا، وسكت يوسف مخافة أن يقتلوه (2)، وانتصب * (بضعة) * على الحال، أي: أخفوه متاعا للتجارة، والبضاعة: ما يبضع من المال للتجارة، أي: يقطع.
* (وشروه) * باعوه * (بثمن بخس) * مبخوس ناقص عن القيمة نقصانا ظاهرا * (دراهم) * لا دنانير * (معدودة) * قليلة تعد عدا ولا توزن، وعن ابن عباس: كانت عشرين درهما (3) * (وكانوا فيه من الزاهدين) * ممن يرغب عما في يده فيبيعه بما طف من الثمن، لأنهم التقطوه، والملتقط للشئ لا يبالي بم باعه، ويجوز أن يكون المعنى: واشتروه من إخوته يعني: الرفقة وكانوا من الزاهدين في نفس يوسف.
* (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون (21) ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين (22) وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون (23)) * * (الذي اشتراه من مصر) * هو العزيز الذي كان على خزائن مصر، واسمه قطفير أو اطفير، والملك يومئذ: الريان بن الوليد، وعن ابن عباس: العزيز ملك مصر (4)، وقيل: اشتراه العزيز وهو ابن سبع عشرة سنة، وأقام في منزله ثلاث عشرة سنة، واستوزره الريان بن الوليد وهو ابن ثلاثين سنة، وآتاه الله الحكمة