تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٣٨
ولله ما يتبعه الذين يدعون من دون الله شركاء، أي: وله شركاؤهم.
ثم نبه على عظيم نعمته بأنه * (جعل... الليل) * مظلما * (والنهار) * مضيئا * (مبصرا) * ليسكنوا في الليل، ويبصروا في النهار مطالب أرزاقهم.
* (سبحانه) * تنزيه له عن اتخاذ الولد * (هو الغنى) * علة لنفي الولد، لأن ما يطلب به الولد من يلد، وما يطلبه له، السبب في كله الحاجة، وإذا كانت عنه منتفية كان الولد عنه منتفيا * (له ما في السماوات وما في الأرض) * فهو مستغن عن اتخاذ أحد منهم ولدا * (إن عندكم من سلطن) * أي: ما عندكم من حجة * (بهذا) * القول، ولما نفي عنهم الحجة جعلهم غير عالمين، فدل بذلك على أن كل قول ليس عليه برهان فهو جهل وليس بعلم.
* (إن الذين يفترون على الله الكذب) * بإضافة الولد إليه. * (متع في الدنيا) * أي: افتراؤهم هذا متاع قليل ومنفعة يسيرة في الدنيا * (ثم) * يلقون الشقاء المؤبد بعده.
* (واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يقوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلى ولا تنظرون (71) فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجرى إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين (72) فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلنهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عقبة المنذرين (73)) * * (إن كان كبر عليكم) * أي: شق وثقل عليكم مكاني و * (مقامي) * يعني: نفسه، كما يقال: فعلت كذا لمكان فلان، ومنه * (ولمن خاف مقام ربه) * (1) يعني: خاف

(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»