وعن الباقر (عليه السلام): " فضل الله: رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورحمته: علي بن أبي طالب (عليه السلام) " (1).
* (أرأيتم) * أخبروني، و * (ما أنزل الله) *: * (ما) * منصوب ب * (أنزل) * أو ب * (أرأيتم) * في معنى: أخبرونيه * (فجعلتم منه حراما وحللا) * أي: أنزله الله رزقا حلالا كله، فجعلتم بعضه حلالا وبعضه حراما، كقولهم: * (هذه أنعم وحرث حجر) * (2)، * (قل أألله أذن لكم) *: * (قل) * تكرير، و * (أألله أذن لكم) * تعلق ب * (أرأيتم) *، أي أخبروني: أالله أذن لكم في التحريم والتحليل * (أم) * تكذبون على الله في نسبة ذلك إليه؟ ويجوز أن يكون * (أم) * منقطعة، بمعنى: بل أتفترون على الله؟ تقريرا للافتراء.
وكفي بهذه الآية زاجرة عن التجوز فيما يسأل عنه من أحكام الشرع، وباعثة على وجوب الاحتياط فيه، وأن لا يقال: جائز وغير جائز إلا بعد الإيقان والإتقان، حتى لا يكون مفتريا على الله.
* (وما ظن الذين يفترون) * أي: وأي شئ ظن المفترين في ذلك اليوم ما يصنع بهم فيه؟ وهو يوم الجزاء بالإحسان والإساءة، وهو وعيد عظيم حيث أبهم أمره * (إن الله لذو فضل على الناس) * بما فعل بهم من ضروب الإنعام * (ولكن أكثرهم لا يشكرون) * نعمه.
* (وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرءان ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتب مبين (61) ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون (62) الذين