* (وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين (53) وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهلة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم (54) وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) * (55) سورة الأنعام / 54 - 56 أي: ومثل ذلك الفتن العظيم * (فتنا بعضهم ببعض) * أي: ابتليناهم بهم، وذلك أن المشركين قالوا: * (أهؤلاء) * يعنون المسلمين * (من الله عليهم من بيننا) * أي:
أنعم الله عليهم بالتوفيق لإصابة الحق من دوننا ونحن الرؤساء والأشراف وهم العبيد والأنذال (1) إنكارا لأن يكون أمثالهم على الحق، ونحوه: * (لو كان خيرا ما سبقونا إليه) * (2)، ومعنى " فتناهم ": خذلناهم فافتتنوا حتى كان افتتانهم سببا لهذا القول، لأنه لا يقول مثل هذا القول إلا مفتون مخذول * (أليس الله بأعلم بالشاكرين) * أي: الله أعلم بمن يقع منه الإيمان والشكر فيوفقه للإيمان، ومن صمم على كفره يخذله ويمنعه التوفيق * (فقل سلم عليكم) * هو أمر بتبليغ سلام الله تعالى إليهم، أو أمر بأن يبدأهم بالسلام تبجيلا لهم، وكذلك قوله: * (كتب ربكم على نفسه الرحمة) * من جملة ما يقول لهم ليسروا، وقرئ: " إنه " (3) فإنه بالكسر على