النبوة والمسارعة إلى الخير والتبرز في الفضل. والذكر الذي يحتاج إليه على وجهين: ذكر ما يجب بالرغبة فيه والدعاء إليه وذكر ما يتقى بالرهبة منه والتحذير منه. وفي ذلك تمام الداعي والصارف اللذين تقتضيهما الحكمة.
و * (الأخيار) * جمع خير على وزن (أموات) جمع (ميت) وهو من يفعل الأفعال الكثيرة الحسنة. وقيل هو جمع (خير) ومثله (الأبرار) جمع (بر) وصفوا بالمصدر. وقال مجاهد وقتادة: * (ذكرى الدار) * دار الآخرة وقال ابن زيد: هي دار الجنة. كما قال تعالى * (ولنعم دار المتقين) * (1) قيل: إنهم كانوا يذكرونها للعمل لها ودعاء الناس إليها. وقيل: ذكرى الدار بالثناء الذي ليس لغيرهم من اجل قيامهم بالنبوة. وقيل: الاصطفاء الاختصاص بمدحهم بأنهم هم الصفوة. وقيل: إنما خاطب الله النبي صلى الله عليه وآله أن يذكرهم بصبرهم وفضلهم ليسلك طريقهم ثم قال له صلى الله عليه وآله * (واذكر) * أيضا * (إسماعيل واليسع وذا الكفل) * بمثل ذلك. ثم اخبر عنهم بأنهم كلهم من الأخيار. وقيل ذو الكفل ذو الضعف من الثواب. وقيل كان اسمه ذلك. وقيل: سمي بذلك لأنه تكفل بأمر أنبياء خلصهم الله من القتل به. وقيل تكفل بعمل صالح فسمي به.
ثم قال تعالى * (هذا ذكر) * ومعناه إن ما أخبرنا عنهم ذكر أي شرف لهم وذكر جميل وثناء حسن يذكرون به في الدنيا * (وإن للمتقين لحسن مآب) * يعني حسن المرجع في الآخرة، لأنهم يرجعون إلى الجنة. ثم بين ذلك المآب، فقال * (جنات عدن) * وهو في موضع جر على البدل من (مآب) والجنات جمع جنة وهي البستان التي يجنها الشجر * (عدن) * يعني موضع إقامة وخلود * (مفتحة لهم الأبواب) * قيل تنفتح من غير كلفة، قال الحسن تكلم: انفتحي