به في اليقظة لما جاز أن يعمل على المنامات، أحب ان يعلم حال ابنه في صبره على أمر الله وعزيمته على طاعته. فلذلك قال له ماذا ترى، وإلا فلا يجوز أن يوامر في المضي في امر الله ابنه، لأنه واجب على كل حال.
ولا يمتنع أيضا أن يكون فعل ذلك بأمر الله أيضا، فوجده عند ذلك صابرا مسلما لامر الله. * (وقال يا أبت افعل ما تؤمر) * اي ما أمرت به * (ستجدني انشاء الله من الصابرين) * ممن يصبر على الشدائد في حب الله ويسلم أمره إليه * (فلما أسلما) * يعني إبراهيم وابنه اي استسلما لامر الله ورضيا به اخذ ابنه * (وتله للجبين) * معنى تله صرعه. والجبين ما عن يمين الجبهة أو شمالها وللوجه جبينان الجبهة بينهما. وقال الحسن: معنى وتله اضجعه للجبين. ومنه التل من التراب وجمعه تلول. والتليل العنق، لأنه يتل له، * (وناديناه ان يا إبراهيم) * و (ناديناه) هو جواب (فلما) قال الفراء: العرب تدخل الواو في جواب (فلما) و (حتى) و (إذا) كما قال * (حتى إذا جاؤها فتحت أبوابها) * (1) وفي موضع آخر * (وفتحت) * (2) وفي قراءة عبد الله * (فلما جهزهم بجهازهم وجعل السقاية) * (3) وفي المصاحف (جعل) بلا واو وموضع ان نصب بوقوع النداء عليه وتقديره وناديناه بأن يا إبراهيم أي هذا الضرب من القول فلما حذف الباء نصب. وعند الخليل انه في موضع الجر * (قد صدقت الرؤيا) * ومعناه فعلت ما أمرت به في الرؤيا واختلفوا في الذبيح. فقال ابن عباس وعبد الله بن عمر ومحمد بن كعب القرطي وسعيد ابن المسيب والحسن في احدى الروايتين عنه والشعبي: انه كان إسماعيل وهو الظاهر في روايات أصحابنا ويقويه قوله بعد هذه القصة وتمامها