التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٤٥٠
ما تدعونه من النبوة والرسالة * (لنرجمنكم) * بالحجارة - في قول قتادة - وقال مجاهد: معناه لنشتمنكم: فالرجم الرمي بالحجارة، يقال: رجم يرجم رجما، ورجم بالغيب ترجيما * (وليمسنكم منا عذاب اليم) * عند ذلك، فقال لهم الرسل * (طائركم معكم) * أي الشؤم كله معكم بإقامتكم على الكفر بالله. وقال الفراء:
معنى * (طائركم معكم) * أي اعمالكم في رقابكم تجازون عليها. وقال المبرد:
معنى (طائركم) حظكم ونصيبكم من الخير والشر. وهو قول أبي عبيدة. والطيرة الشؤم. ومنه قوله صلى الله عليه وآله * (لا عدوى ولا هامه ولا صقر ولا غلول) * وفلان لا يطير غرابه، وهو ساكن الطائر، إذا كان ساكنا وقورا، وفلان لا يطور بنا أي لا يقربنا، وما في الدار طوري ولا طوراني أي لا أحد. وعدا فلان طوره إذا جاوز قدره.
وقوله * (ائن ذكرتم) * قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو والمفضل عن عاصم - بهمزة بعدها ياء - وهي همزة بين بين. والباقون بهمزتين مخففتين: إحداهما همزة الاستفهام، والأخرى - همزة (إن) وجواب (ائن ذكرتم) محذوف وتقديره أئن ذكرتم هذا القول. وقال قوم: معناه أئن ذكرتم طائركم معكم وقال قوم: جعله جزاء قدم خبره عليه لما كان غير مجزوم اللفظ. وقيل: أئن ذكرتم تطيركم قلتم ما قلتم، * (بل أنتم قوم مسرفون) * على نفوسكم، لأنكم تجاوزتم حد العصيان حين كفرتم بالله وبوحدانيته. وقيل: كان اسم صاحب (يس) الذي قتله قومه حبيب بن مري.
حكى الله تعالى انه * (جاء من أقصى المدينة رجل يسعى) * أي رجل من أبعد المدينة جاء يعدوا ويشتد * (فقال يا قوم اتبعوا المرسلين) * الذين أرسلهم الله إليكم واقروا بنبوتهم وبرسالتهم. وقرأ أبو جعفر (أئن) بفتح الهمزة الثانية.
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»
الفهرست