يصلح ان يوحد، كما قال تعالى * (أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) * (1) وهو - ههنا - في موضع حال، وقال مجاهد في قوله * (أعظكم بواحدة) * أي بطاعة الله تعالى وقال غيره (بواحدة) بتوحيد الله خصلة واحدة، فقولوا: لا إله إلا الله.
وقوله * (ثم تتفكروا ما بصاحبكم) * في موضع نصب عطفا على * (أن تقوموا لله) * وتتفكروا أي وتنظروا وتعتبروا، ليس بصاحبكم يعني محمدا صلى الله عليه وآله * (من جنة) * أي جنون، لأنهم كانوا ينسبونه إلى الجنون وحاشاه من ذلك.
ثم بين انه ليس * (إلا نذير) * إي مخوف من معاصي الله وترك طاعاته * (بين يدي عذاب شديد) * يعني عذاب القيامة. ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله يا محمد * (قل) * لهم * (ما سألتكم من أجر فهو لكم) * وليس * (أجري إلا على الله) * والمعنى أني أبلغكم الرسالة، ولا اجر إلى نفسي عرضا من اعراض الدنيا بل ثمرة ذلك لكم، وليس أجري إلا على الله.
وقال ابن عباس * (من أجر) * اي من مودة، لان النبي صلى الله عليه وآله سأل قريشا أن يكفوا عن أذاه حتى يبلغ رسالات ربه * (وهو على كل شئ شهيد) * أي عالم به. ثم قال أيضا * (قل) * لهم يا محمد * (إن ربي يقذف بالحق) * أي يلقيه على الباطل، كما قال تعالى * (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه) * (2) * (علام الغيوب) * إنما رفع بتقدير هو علام الغيوب، ولو نصب على أنه نعت ل (ربي) لكان جائزا، لكن هذا أجود، لأنه جاء بعد تمام الكلام كقوله * (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) * (3) والمعنى انه عالم بجميع ما غاب عن جميع الخلائق علمه.