التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٨٥
" لا يكادون يفقهون قولا " (1) والمعنى لا يكادون يفقهون أحدا، ولينذر الناس بأسا شديدا، فمن قطع الهمزة فتقديره فاتبع أمره سببا أو اتبع ما هو عليه سببا (والسبب ههنا الطريق مثل السبيل. والسبب الحبل. والسبب القرابة). (2) وقال أبو عبيدة " في عين (حمئة " بالألف ذات حمأة. وقال أبو علي من قرأ حمئة بغير الف فهي فعله. ومن قرأ (حاميه) (3) فهي فاعلة من حميت فهي حامية، قال الحسن: يعني حارة. ويجوز فيمن قرأ (حامية) أن تكون فاعلة من الحمأة، فخفف الهمزة وقلبها ياء على قياس قول أبي الحسن. وإن خفف الهمزة على قول الخليل كانت بين بين. وقرأ ابن عباس " في عين حمئة " وقال هي ماء وطين.
وتقول العرب: حمأت البئر إذا أخرجت منها الحمأة، واحمأتها إذا طرحت فيها الحمأة.
وحمئت تحمأ ومعنى حمئة صار فيها الحمأه. فاما قولهم هذا حم لفلان، ففيه أربع لغات حمو وحمو وحماء وحم. وذكر اللحياني لغة خامسة وسادسة: الحمو مثل العفو، والحمأ مثل الخطأ. وكل قرابة من قبل الزوج، فهم الأحماء وكل قرابة من قبل النساء فهم الأختان والصهر يجمعهما، وأم الرجل ختنه وأبوه ختنه وأم الزوج حماة وأبوها حمو. وقال أبو الأسود الدؤلي شاهد لأبي عمرو في عين حمئة:
تجئ بملئها طورا وطورا * تجئ بحمأة وقليل ماء يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله يسألونك يا محمد عن ذي القرنين واخباره وسيرته، وكان السائل عن ذلك قوما من اليهود. وقيل كانوا قوما من مشركي العرب، فقل لهم يا محمد، سأتلوا عليكم " يعني سأقرأ عليكم من خبره ذكرا.

(1) سورة 18 (الكهف) آية 94 (2) سورة 18 (الكهف) آية 94 (2) هذه الجملة التي بين القوسين كانت متأخرة في المطبوعة عن هذا الموضع أسطر (3) ما بين القوسين ساقط من المطبوعة
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست