التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٢١٠
غيره، إلا شفاعة من أذن الله له أن يشفع، ورضي قوله فيها: من الأنبياء والأولياء والصديقين والمؤمنين. ثم قال (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) أي يعلم ما بين أيدي الخلائق من أمور القيامة وأحوالهم، ويعلم ما سبقهم فيما تقدمهم (ولا يحيطون) هم (به) بالله (علما). والمعنى انهم لا يعلمون كل ما هو تعالى عالم به لنفسه، فلا يعمله أحد علم إحاطة، وهو تعالى يعلم جميع ذلك، وجميع الأشياء علم إحاطة، بمعنى انه يعلمها على كل وجه يصح أن تعلم عليه مفصلا. وقال الجبائي: معناه ولا يحيطون بما خلفهم علما، ولا بما بين أيديهم.
قوله تعالى:
(وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما (111) ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما (112) وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا (113) فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقران من قبل ان يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما (114) ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) (115) خمس آيات.
قرأ ابن كثير وحده (فلا يخف ظلما) على النهي. الباقون على الخير. قال أبو علي النحوي: قوله (وهو مؤمن) جملة في موضع الحال والعامل فيها (يعمل) وذو الحال الذكر الذي في يعمل من (من)، وموضع الفاء، وما بعدها من قوله
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست