" لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا.
معناه هلا يأتون على عبادتهم إياهم بحجة واضحة ودلالة بينة. وحذف لدلالة الكلام عليه ثم قالوا: فمن أظلم لنفسه ممن يتخرص على الله كذبا، ويضيف إليه ما لا أصل له. وفي ذلك دلالة على أن التقليد في الدين لا يجوز وانه لا يجوز أن يقبل دين إلا بحجة واضحة. وفى قصة أصحاب الكهف دلالة على أنه لا يجوز المقام في دار الكفر إذا كان لا يمكن المقام فيه إلا باظهار كلمة الكفر وانه يجب الهجرة إلى دار الاسلام أو بحيث لا يحتاجون إلى التلفظ بكلمة الكفر.
قوله تعالى:
(وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فآووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا (16) وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا (17) وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لو ليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا (18)) ثلاث آيات بلا خلاف.
قرأ ابن عامر وأهل الكوفة، وأبو بكر والأعشى إلا يحيى والعليمي " مرفقا " بفتح