مكلفين لما طلبوا الرجوع إلى الدنيا ليؤمنوا بل كانوا يؤمنون في الحال.
ومعنى " خسروا أنفسهم " أي منعوا من الانتفاع بها، ومن منع الانتفاع بنفسه فقد خسرها " وضل عنهم ما كانوا يفترون " معناه ضل عنهم ما كانوا يدعون أنهم شركاء لله وآلهة معه، وهذا كان افتراؤهم على الله.
قوله تعالى:
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين (53) آية بلا خلاف.
قرأ أهل الكوفة الا حفصا ويعقوب " يغشي الليل " بالتشديد، وكذلك في الرعد. وقرأ ابن عامر " والشمس والقمر والنجوم مسخرات " بالرفع فيهن. الباقون بالنصب.
هذا خطاب من الله تعالى لجميع الخلق وإعلام لهم بأن ربهم الذي أحدثهم وأنشأهم هو الله تعالى " الذي خلق " بمعنى اخترع " السماوات والأرض " فابتدعهما وأوجدهما لا من شئ، ولا على مثال " في ستة أيام " وقيل: إن هذه الستة أيام هي الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة.
فاجتمع له الخلق في يوم الجمعة، فلذلك سميت: جمعة - في قول مجاهد - و (السماوات) إنما جمعت بالواو، لأنه رد إلى أصله، لان أصله سماوة، وليس مثل ذلك (قراءة) لان أصلها الهمزة، ولذلك قيل في الجمع قراءات.
والوجه في خلقه إياهما " في ستة أيام " مع أنه قادر على إنشائهما دفعة واحدة قيل فيه وجوه:
أحدها - أن تدبير الحوادث على إنشاء شئ بعد شئ على ترتيب،