التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ١٨١
إذا غاب عنا غاب عنا فرأتنا * وان شهد أجدى فضله وجداوله (2) وقالوا: صعق، ثم نسبوا إليه فقالوا: صعقي، فأقروا كسرة الفاء مع زوال كسرة العين التي لها كسرت الفاء. وزعم أبو الحسن ان ذلك لغة مع ما فيه من وجوه التلبيس وأنها قراءة.
يقال: جن عليه الليل، وجنة الليل، وأجنه، وأجن عليه، ومع حذف " على " فأجنه بالألف أفصح من جنه الليل. وكل ذلك مسموع، فلغة أسد جنه الليل، ولغة تميم أجنه، والمصدر من جن عليه جنا وجنونا وجنانا وأجن إجنانا. ويقال: أتانا فلان في جن الليل. والجن مشتق من ذلك، لأنهم استجنوا عن أعين الناس، فلا يرون، وكلما توارى عن أبصار الناس، فان العرب تقول:
قد جن. ومنه قول الهذلي:
وماء وردت قبيل الكرى * وقد جنه السدف الأدهم (3) وقال عبيد:
وخرق تصيح الهام فيه مع الصدى * مخوف إذا ما جنه الليل مرهوب (4) وتقول: أجننت الميت إذا واريته في اللحد وجننته وهو مثل جنون الليل في معنى غطيته وسمي الترس مجنا لأنه يجن اي يغطي، وقال الشاعر:
فلما أجن الليل بتنا كأننا * على كثرة الاعداء محترسان قوله " فلما جن عليه الليل " أي أظلم. وقوله " فلما أفل " معناه غاب يقال: أفل يأفل أفولا، وتقول أين أفلت عنا، وأين غبت عنا، قال ذو الرمة:
مصابيح ليست باللواتي تقودها * نجوم ولا بالآفات الد والك (5)

(١) ديوانه ٦٤ (٣) هكذا في المطبوعة والمخطوطتين وتفسير الطبري ١١ / ٤٧٩ وروي " وماء وردت على خيفة " و " على جفنه " و " قبل الصباح ". ديوان الهذليين ٣: ٥٦ واللسان " سدف " " جنن ".
(٤) ديوانه ٣٨ والطبري ١١ / ٤٧٩.
(٥) ديوانه: ٢٤٥ ومجاز القرآن 1 / 199 واللسان والتاج " دلك " -.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست