وقتادة هو ابن دعامة السدوسي. ثقة ثبت. ولكنه مدلس، وذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين وقال: كان حافظ عصره وهو مشهور لتدليس وصفه به النسائي وغيره (1). وعرف الطبقة الثالثة بقوله من أكثر من بالتدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي (2).
وقتادة روى هذا الحديث بعدة أوجه:
(1) رواه عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو رواية أبي داود وفي إسناده معاذ بن هشام وهو صدوق ربما وهم (3) ولكنه توبع بعبد الصمد بن عبد الوارث (صدوق) (4) وحرمي بن عمارة (صدوق يهم) (5) عند أحمد.
(2) رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهي رواية عبد الرزاق عن معمر عنه.
(3) رواه عن صالح أبي الخليل عن صاحب له وربما قال صالح عن مجاهد، وهي رواية أبي يعلى، وفيها أبو هشام الرفاعي وهو ليس بالقوي. ولكن الحديث نفسه رواه ابن حبان عن أبي يعلى، فلم يذكر فيه هذا الشك بل جزم عن مجاهد. فلعل أبا يعلى أراد الاختصار حينما روى هذا الحديث لتلميذه ابن حبان، أو أنه رجح إحدى الروايتين.
(4) ورواه عن مجاهد عن أم سلمة بدون ذكر واسطة بينه وبين مجاهد