فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٢ - الصفحة ١١٤
1413 - (أكثروا من غرس الجنة فإنه عذب ماؤها طيب ترابها) بل هو أطيب الطيب إذ هو المسك والزعفران (فأكثروا من غراسها) وهو قول (لا حول ولا قوة) أي لا حركة ولا حيلة (إلا بالله) أي إلا بمشيئته وأقداره وتمكينه (طب عن ابن عمر) ابن الخطاب قال الهيثمي وفيه عقبة بن علي وهو ضعيف.
1414 - (أكذب الناس) أي من أكثرهم كذبا (الصباغون والصواغون) صباغوا الثياب وصاغة الحلي لأنهم يمطلون بالمواعيد الكاذبة أو الذين يصبغون الكلام ويصوغونه أي يغيرونه ويزينونه بلا أصل وإرادة الحقيقة أقرب (حم عن أبي هريرة) قال ابن الجوزي حديث لا يصح وقال في المهذب فيه فرقد السنجي وثقه ابن معين وقال أحمد ليس بقوي وقال الدارقطني وغيره ضعيف انتهى. وقال السخاوي: سنده مضطرب ولهذا أورده ابن الجوزي في العلل وقال لا يصح وظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة والأمر بخلافه فقد خرجه ابن ماجة من هذا الوجه.
1415 - (أكرم المجالس) أي أشرفها (ما استقبل به القبلة) فيسن استقبالها في الجلوس للعبادات سيما الدعاء وأخذ منه النووي وغيره أن يسن للمدرس ونحوه أن يستقبل عند التدريس القبلة إن أمكن قال الواحدي: القبلة الوجهة وهي الفعلة من المقابلة وأصل القبلة لغة الحال التي يقابل الشخص غيره عليها لكنها الان صارت كالعلم للجهة التي تستقبل في الصلاة وقال الهروي سميت قبلة لان المصلي يقابلها وتقابله (طس عد، عن ابن عمر) بن الخطاب وضعفه المنذري ورواه عنه أيضا أبو يعلى قال السمهودي: وفي إسناد كل منهما متروك انتهى ومن ثم رمز المصنف لضعفه.
1416 - (أكرم الناس) عند الله (أتقاهم) لأن أصل الكرم كثرة الخير، فلما كان المتقي كثير الخير والفائدة في الدنيا وله الدرجات العليا في الآخرى كان أعم الناس كرما فهو أتقاهم فلا عبرة حقيرة أعظم قدرا عند الله من كثير من عظماء الدنيا (خ عن أبي هريرة) قال قيل يا رسول الله من أكرم الناس؟
قال أتقاهم وظاهر إفراد المصنف للبخاري بالعزو تفرد به عن صاحبه وهو عجيب فقد خرجه مسلم في المناقب عن أبي هريرة المذكور باللفظ المسطور ولفظه قيل يا رسول الله من أكرم الناس قال أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فيوسف: نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال: فعن معادن العرب تسألوني خيارهم في الإسلام إذا فقهوا.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»