نفسه في ذلك اليوم في التخريج فقلت له إني أراك تقول ما أتيت شيئا بغير علم فما الفائدة في الإستلقاء فقال أتعبت نفسي اليوم وهذا ثغر خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو فأحببت أن أستريح وآخذ أهبة فإن غافصنا العدو كان بنا حراك قال وكان يركب إلى الرمي كثيرا فما أعلمني رأيته في طول ما صحبته أخطأ سهمه الهدف إلا مرتين بل كان يصيب في كل ذلك ولا يسبق قال وركبنا يوما إلى الرمي ونحن بفربر فخرجنا إلى الدرب الذي يؤدي إلى الفرضة فجعلنا نرمي وأصاب سهم أبي عبد الله وتد القنطرة التي على النهر فانشق الوتد فلما رآه نزل عن دابته فأخرج السهم من الوتد وترك الرمي وقال لنا ارجعوا فرجعنا فقال لي يا أبا جعفر لي إليك حاجة وهو يتنفس الصعداء فقلت نعم فقال تذهب إلى صاحب القنطرة فتقول إنا قد أخللنا بالوتد فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله أو تأخذ ثمنه أو تجعلنا في حل مما كان منا وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر فقال لي أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له أنت في حل مما كان منك فإن جميع ملكي لك الفداء فأبلغته الرسالة فتهلل وجهه وأظهر سرورا كثيرا وقرأ ذلك اليوم للغرباء خمسمائة حديث وتصدق بثلاثمائة درهم قال وسمعته يقول لأبي معشر الضرير إجعلني في حل يا أبا معشر فقال من أي شيء فقال رويت حديثا يوما فنظرت إليك وقد أعجبت به به وأنت تحرك رأسك ويديك فتبسمت من ذلك فقال أنت في حل رحمك الله يا أبا عبد الله م 212 أ قال وسمعته يقول دعوت ربي مرتين فاستجاب لي فلن أحب أن أدعو
(٣٩٦)