تغليق التعليق - ابن حجر - ج ٢ - الصفحة ٨
معبرا بصيغة لا تقتضي التصريح بالسماع مثل قال وروى وزاد وذكر أو يروى ويذكر ويقال وما أشبه ذلك من صيغ الجزم والتمريض فإن جزم به فذلك حكم منه بالصحة إلى من علقه عنه ويكون النظر إذ ذاك [فيمن] أبرز من رجاله فإن كانوا ثقات فالسبب في تعليقه إما لتكراره أو لأنه أسند معناه في الباب ولو من طريق أخرى فنبه عليه بالتعليق اختصارا أو ليبين سماع أحد رواته من شيخه إذا كان موصوفا بالتدليس أو كان موقوفا لأن الموقوف ليس من موضوع الكتاب أو كان في رواته من لم يبلغ درجة الضبط والإتقان م 2 أ وإن كان ثقة في نفسه فلا يرتقي إلى شرط أبي عبد الله المؤلف في الصحيح فيعلق حديثه تنبيها عليه تارة أصلا وتارة في المتابعات فهذه عدة أوجه من الأسباب الحاملة له على تعليق الإسناد المجزوم به وسيأتي مزيد بيان لذلك في أثناء هذا التصنيف وإن أتى به بصيغة التمريض فهو مشعر بضعفه عنده إلى من علقه عنه لكن ربما كان ذلك الضعف خفيفا حتى ربما صححه غيره إما لعدم اطلاعه على علته أو لأن تلك العلة لا تعد عند هذا المصحح قادحة والنظر فيما أبرزه من رجاله كالنظر فيما أبرزه من رجال الأول والسبب في تعليقه بعض ما تقدم فهذا حكم جميع ما ح 2 ب في الكتاب من التعاليق إلا إذا ما علق الحديث عن شيوخه الذين سمع منهم فقد ذكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح أن حكم قال)) حكم ((عن)) وأن ذلك محمول على الاتصال ثم اختلف كلامه في موضع آخر فمثل التعاليق التي في البخاري بأمثلة ذكر منها شيوخ البخاري كالقعنبي والمختار الذي لا محيد عنه أن حكمه مثل غيره من التعاليق فإنه وإن قلنا يفيد الصحة لجزمه به فقد يحتمل أنه لم يسمعه من شيخه الذي علق عنه بدليل أنه علق عدة أحاديث عن شيوخه الذين سمع منهم ثم أسندها في موضع آخر من كتابه بواسطة بينه وبين من علق عنه كما سيأتي إن شاء الله تعالى في مواضعه
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»