بقراءتي عليه بمنزله ظاهر القاهرة قلت له: قلت - رضي الله عنك: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبوئ قائلها من الجنان غرفا، وأشهد أن محمدا عبده المرتضى ورسوله المصطفى - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وزادهم تعظيما وشرفا، وبعد:
فقد سألني بعض أصحابنا من مقلدي مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في سنة خمسين وسبعمائة أو بعدها بيسير أن أفرد له ما وقع في مسند الإمام أحمد بن حنبل من الأحاديث التي قيل فيها، إنها موضوعة، فذكرت له أن الذي في المسند من هذا النوع أحاديث ذوات عدد ليست بالكثيرة ولم يتفق لي جمعها، فلما قرأت المسند في سنة ستين وسبعمائة على الشيخ المسند علاء الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد صالح العرضي الأصل الدمشقي قدم علينا من الإسكندرية لسماع المسند عليه وقع في أثناء السماع كلام: هل في المسند أحاديث ضعيفة أو كله صحيح؟ فقلت: إن فيه أحاديث ضعيفة كثيرة، وإن فيه أحاديث يسيرة موضوعة، فبلغني بعد ذلك أن بعض من ينتمي إلى مذهب الإمام أحمد أنكر هذا إنكارا شديدا من أن فيه شيئا موضوعا، وعاب قائل هذا ونقل عن الشيخ تقي الدين بن تيمية أن الذي وقع فيه من هذا هو من زيادات