القول المسدد في مسند أحمد - أحمد بن علي بن حجر - الصفحة ٤٩
الحديث الثاني مما لم يذكره حديث شداد بن أوس، قال الإمام أحمد:
حدثنا يزيد بن هارون أنا قزعة بن سويد الباهلي عن عاصم بن مخلد عن أبي الأشعت الصنعاني عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة. وأرده ابن الجوزي في الموضوعات باسناد المسند وقال: هذا حديث موضوع، وعاصم في عداد المجهولين، قال العقيلي: لا يعرف إلا بعاصم ولا يتابع عليه، وقزعة بن سويد قال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث، وقال ابن حبان:
كان كثير الخطاء فاحش الوهم، فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج به - انتهى.
قلت: ليس في شئ من هذا ما يقضي على هذا الحديث بالوضع إلا أن يكون استنكر عدم القبول من أجل فعل المباح لأن قرض الشعر مباح، فكيف يعاقب فاعله بان لا تقبل له صلاة! فلو علل بهذا الكان أليق به من تعليله بعاصم وقزعة، لأن عاصما ما هو من المجهولين كما قال، بل ذكره ابن حبان في الثقات; وأما كونه تفرد برواية هذا عن أبي الأشعت فليس كذلك، فقد تابعه عليه عبد القدوس بن حبيب عن أبي الأشعث، رويناه في الجعديات عن أبي القاسم البغوي قال
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»