موارد الظمآن - الهيثمي - ج ٦ - الصفحة ٤٦٤
فقال: " أبيتم فوالله إني لأنا الحاشر، وأنا العاقب، وأنا المقفى، آمنتم أو كذبتم ". ثم انصرف وأنا معه حتى دنا أن يخرج، فإذا رجل من خلفنا يقول: كما أنت يا محمد.
قال: فقال ذلك الرجل: أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود؟.
قالوا: لا نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله، ولا أفقه منك، ولا من أبيك من قبلك، ولا من جدك قبل أبيك.
قال: فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة.
قالوا: كذبت. ثم ردوا عليه شرا.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كذبتم، لن يقبل قولكم، أما آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، وأما إذ آمن كذبتموه وقلتم فيه ما قلتم، فلن يقبل ".
قال: فخرجنا ونحن ثلاثة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا، وعبد الله ابن سلام. فأنزل الله: (قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به) (167 / 2) الآية [الأحقاف: 10].
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464