موارد الظمآن - الهيثمي - ج ٥ - الصفحة ٣٢٦
قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع جمعته، فدفعته إليه، ثم استمر، فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال:
ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب، وقالت: لا يحزنك الله أبا الفضل، لقد شق علينا الذي بلغك.
قال: أجل لا يحزنني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، وقد أخبرني الحجاج أن الله قد فتح خيبر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجرت سهام الله فيها، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك، فالحقي به.
قالت: أظنك - والله - صادقا.
قال: فإني صادق، والأمر على ما أخبرتك.
قال: ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل.
قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله، قد أخبرني الحجاج أن خيبر فتحها الله على رسوله، وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا، وإنما جاء ليأخذ مالا كان له ثم يذهب.
قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون: من كان دخل (132 / 1) بيته مكتئبا حتى أتوا العباس،
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»