كتاب الأربعين العشارية - عبد الرحيم العراقي - الصفحة ١٢٠
وأكرم من حام على ورود حوضه حائم، ونال فضلا من الله ورضوانا، ورضي الله عن أصحابه الذين آووا ونصروا وعزروا ووقروا وجاهدوا وصبروا فأحسنوا للسلف والخلف بنيانا، سمعوا مقالته فأدوها، وحد لهم شريعته فما تعدوها، وعلموا ما لمبلغيها فانتدبوا إليها وبدوها حتى امتلأت الآفاق نورا وإيمانا.
أما بعد: يقول الفقير إلى الله الغني عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله الجرهي ثم الشيرازي لطف الله سبحانه به وجعله من أهل العلم والعمل به، وغفر له ولوالديه وأحبابه ولمن استغفر لهم ولسائر المسلمين بمنه:
فلما أنعم الله علي بالوفود على مدينة الأمين جبريل، ومهبط الوحي والتنزيل، وصدفة جوهر من بشرت به التوراة والإنجيل، عليه أفضل الصلاة من ربه الجليل، لقيت فيها أوحد دهره علما وفضلا، وأكمل عصره علما وعقلا، شيخ الإسلام على التمام، وخطيب منبر سيد الأنام، وإمام محرابه عليه الصلاة والسلام رأسا للملة والشريعة والتقوى والدين، أبا الفضل عبد الرحيم ابن الشيخ الإمام (-) الدين أبي عبد الله الحسين ابن الشيخ الإمام زين الدين عبد الرحمن بن العراقي أبقاه الله والدين به وضاح العزة متهلك الأسرة، بادي النضرة حتى يقضي أمل كل راغب ويقضي رغبة كل طالب، فأنعم علي بإسماع الحديث المسلسل بالأولية في اليوم الثاني من نزولي بالمدينة الشريفة، وكان يوم الأربعاء السابع عشر من صفر سنة تسعين وسبعمائة، وهذه هي المرة السادسة من المرات التي وفقني الله سبحانه وتعالى للتشرف بزيارة حضرة حبيبه عليه أفضل صلوات المصلين، وكانت أولها في سنة إحدى وسبعين، ثم ما زلت مترددا إليه في الغدو والرواح، ماثلا بين يديه في المساء والصباح، وسمعت وقرأت عليه جملا من مصنفاته المشتملة على فوائد جليلة ولطائف جميلة، ففي أثناء هذا
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»