تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٨
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة والحاكم بسنده إلى الأجلح بن عبد الله الكندي عن الذيال بن حرملة عن جابر بن عبد الله قال أبو جهل في ملأ من قريش لقد انتشر علينا أمر محمد فلو التمستم عالما بالسحر والكهانة والشعر فكلمه ثم أتانا ببيان من أمره فقال عتبة لقد سمعت السحر والكهانة والشعر وعلمت من ذلك علما وما يخفى علي إن كان كذلك فأتاه فقال له يا محمد أنت خير أم هاشم أنت خير أم عبد المطلب أنت خير أم عبد الله فبم تشتم آلهتنا وتظللنا وآباءنا فإن كنت إنما بك الرئاسة عقدنا لك الويتنا وكنت رأسنا ما بقيت وإن كان بك الباءة زوجناك عشرة نسوة تختارهن من أي أبيات قريش شئت وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وعقبك من بعدك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم فلما فرغ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بسم الله الرحمن الرحيم * (حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا) * حتى بلغ " فقل أنذرتكم صاعقة مثال صاعقة عاد وثمود " فأمسك عتبة على فيه وناشده الرحم ليكف عنه لفظ ابن مردويه ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش واحتبس عنهم فقال أبو جهل يا معشر قريش والله ما نرى عتبة إلا قد صبا إلى محمد وأعجبه طعامه وما ذلك إلا من حاجة أصابته انطلقوا بنا إليه فأتوه فقال أبو جهل والله يا عتبة ما حسبنا إلا أنك صبأت إلى محمد وأعجبك أمره فإن كانت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمد فغضب وأقسم بالله لا يكلم محمدا أبدا وقال لقد علمتم أني من أكثر قريش مالا ولكني أتيته فقص عليهم القصة فأجابني بشيء ما هو بسحر ولا شعر ولا كهانة قرأ بسم الله الرحمن الرحيم * (حم تنزيل من الرحمن الرحيم) * حتى بلغ * (فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) * فأمسكت بفيه وناشدته الرحم أن يكف وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب فخفت أن ينزل بكم العذاب انتهى وكذلك رواه أبو نعيم في دلائل النبوة في الباب التاسع عشر
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 225 227 228 229 230 231 233 234 ... » »»