تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٠
من دون الله قال لا بل لكل من عبد من دون الله) فقال ابن الزبعري خصمتك ورب الكعبة ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون وأن عيسى عبد صالح وأن عزيرا عبد صالح وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة وهذه النصارى يعبدون عيسى وهذه اليهود يعبدون عزيرا قال فضج أهل مكة فأنزل الله * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) * الآية انتهى ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد ابن أيوب به سندا ومتنا وفي أوائل سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في المسجد مع رجال قريش فعرض له النضر بن الحارث فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه ثم تلا عليه وعليهم * (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) * الآية وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عبد الله بن الزبعري حتى جلس فقال له الوليد بن المغيرة زعم محمد أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم فقال عبد الله بن الزبعري أما والله لو وجدته لخصمته فسلوا محمدا أكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده فنحن نعبد الملائكة واليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد المسيح فعجب الوليد ومن كان معه في المجلس من قول عبد الله ابن الزبعري ورأوا أنه قد احتج وخاصم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (إن كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده إنهم إنما يعبدون الشياطين ومن أمرتهم بعبادته) فأنزل الله * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) * الآية ورواه الطبري في تفسيره بسنده إلى ابن إسحاق باللفظ المذكور وصدر الحديث رواه الطبراني في آخر معجمه الصغير من حديث محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن علي بن عبد الله بن العباس عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاثمائة وستون صنما قد شدت أقدامها برصاص فجاء ومعه
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 375 377 ... » »»