تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ١ - الصفحة ٤٢٦
ماجة في الفتن من حديث عبد الله بن المبارك أنا عتبة بن أبي حكيم ثنا عمرو ابن حارثة اللخمي عن أبي أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له كيف نصنع هذه الآية قال أية آية قلت قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) * قال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائتمروا بالمعروف وتنتهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال لا بل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم قال ابن المبارك وزادني غير عتبة قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال لا بل أجر خمسين رجلا منكم انتهى قال الترمذي حديث حسن غريب انتهى ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع والحاكم في مستدركه في كتاب الرقاق وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان وابن راهويه في مسنده وأبو يعلى 438 الحديث السابع والثلاثون روي أنه خرج بديل بن أبي مريم مولى عمرو بن العاص وكان من المهاجرين مع عدي بن زيد وتميم بن أوس الداري وكانا نصرانيين تجارا إلى الشام فمرض بديل وكتب كتابا فيه معه وطرحه في متاعه ولم يخبر به صاحبيه فأمرهما أن يدفعا متاعه إلى أهله ومات ففتشا متاعه فأخذ منه إناء فضة فيه ثمائة مثقال منقوشا بالذهب فيبا فأصاب أهل بديل الصحيفة وطالبوهما بالإناء فجحدا فرفعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت يعني قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) * وروي أنها لما نزلت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر ودعا بعدي وتميم واستحلفهما عند المنبر فحلفا ثم وجد الإناء بمكة فقالوا إنا اشتريناه من عدي وتميم فلما ظهرت خيانة الرجلين حلف رجلان من ورثته أنه إناء صاحبهما وإن شهادتهما أحق من شهادتهما قلت رواه الترمذي من حديث بن إسحاق عن أبي النضر عن باذان يعني أبا صالح مولى أمة هانيء عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) * قال برئ الناس منها غيري وغير عدي وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام فبل الإسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى بني هاشم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة يريد به الملك وهو عظم تجارته فمرض فأوصى لهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله قال تميم فلما مات أخذت ذلك الجام فبعناه بألف درهم فاقتسمناه أنا وعدي بن بدا فلما انتهينا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقدوا الجام فسألونا عنه فقلنا ما ترك غير هذا وما دفع إلينا غيره قال تميم فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم تأثمت من ذلك فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر وأديت إليهم خمسمائة درهم وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم البينة فلم يجدوا فأمرهم أن يستحلفوه بما عظم به على أهل دينه فحلف فأنزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) * إلى قوله * (أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم) * فقام عمرو ابن العاص ورجال آخر فنزعا الخمسمائة درهم من عدي بن بدا انتهى ثم قال هذا حديث غريب وليس إسناده بصحيح وأبو النضر هذا هوعندي محمد بن
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»