تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ١ - الصفحة ٣٤٠
منه أبو جهل في الذروة والغارب وقال أليس محمدا يحثك على صلة الرحم انصرف وبر أمك وأنت على دينك حتى نزل وذهب معهما فلما فسحا عن المدينة كتفاه وجلده كل واحد مائة جلدة فقال للحارث هذا أخي فمن أنت يا حارث لله علي إن وجدتك خاليا أن أقتلك وقدم به على أمه فحلفت لا يحل كتافه أو يرتد ففعل ثم هاجر بعد ذلك وأسلم الحارث وهاجر فلقيه عياش بظهر قباء ولم يشعر بإسلامه فانحنى عليه فقتله ثم أخبر بإسلامه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قتلته ولم أشعر بإسلامه فنزلت * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) * الآية قلت رواه الطبري من قول السدي مع تغييريسير فقال حدثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) * قال نزلت في عياش بن أبي ربيعة المخزومي وكان أخا لأبي جهل بن هشام من أمه وأنه أسلم وهاجر في المهاجرين الأولين قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبه أبو جهل والحارث بن هشام ومعهما رجل من بني عامر بن لؤي فأتوه بالمدينة وكان عياش أحب إخوته إلى أمه وحملوه وقالوا له إن أمك حلفت ألا يظلها بيت حتى تراك وهي مضطجعة في الشمس فأتها فلتنظر إليك ثم ارجع وأعطوه موثقا من الله لا يهجونه حتى ترجع إلى المدينة فأعطاه بعض أصحابه بعيرا وقال إن خفت منهم شيئا فاقعد عليه فلما أخرجوه من المدينة أخذوه فأوثقوه وجلده العامري فحلف ليقتلن العامري فلم يزل محبوسا بمكة حتى خرج يوم الفتح فاستقبله العامري وقد أسلم ولا يعلم عياش بإسلامه فقتله فأنزل الله الآية * (ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا) * فيتركوا الدية انتهى ورواية ابن هشام في السيرة من طريق ابن إسحاق حدثني نافع عن
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»