المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٢١٢
وأما غيره فيستدل عليه بوجوه كثيرة مرجعها إلى أمر واحد وهو أنه لولا استقلال العبد بالفعل لبطل التكليف والتأديب وارتفع المدح والذم والثواب والعقاب ولم يبق للبعثة فائدة والجواب إن المدح والذم باعتبار المحلية لا باعتبار الفاعلية كما يمدح الشيء ويذم بحسنه وقبحه وسلامته وعاهته وأما الثواب والعقاب فكسائر العاديات وكما لا يصح عندنا أن يقال لم خلق الله الاحتراق عقيب مسيس النار ولم لم يحصل ابتداء فكذا ههنا وأما التكليف والتأديب والبعثة والدعوة فإنها قد تكون دواعي إلى الفعل فيخلق الله الفعل عقيبها عادة وباعتبار ذلك يصير الفعل طاعة ومعصية وعلامة للثواب والعقاب ثم إن هذا إن لزم فهو لازم لهم أيضا لوجوه الأول إن ما علم الله عدمه فهو ممتنع الصدور عن العبد وما علم الله وجوده فهو واجب الصدور عن العبد ولا مخرج عنهما وأنه يبطل الاختيار الثاني ما أراد الله وجوده وقع قطعا وما أراد عدمه لم يقع قطعا الثالث الفعل عند استواء الداعي إلى الفعل والترك يمتنع وعند رجحان أحدهما يجب الراجح ويمتنع الآخر الرابع إيمان أبي لهب مأمور به وهو ممتنع لأنه تعالى أخبرنا بأنه لا يؤمن والإيمان تصديق الرسول فيما علم مجيئه به فيكون مأمورا بأن
(٢١٢)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»