المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٤
ههنا إلا كدعوى الضرورة في أن كل موجود فإنه في جهة وحيز وما أوليس في حيز وجهة فإنه أوليس بموجود ولعل هذا الادعاء فرعه أي فرع ذلك الادعاء وقد وافقنا الحكماء والمعتزلة على أن حصر الموجود فيما ذكر حكم وهمي مما أوليس بمحسوس فيكون باطلا فكذا الضرورة التي ادعاها الكرامية والمجسمة في الرؤية المقصد الثاني المتن في العلم بحقيقة الله والكلام في الوقوع والجواز وفيه مقامان المقام الأول إن حقيقة الله تعالى غير معلومة للبشر وعليه جمهور المحققين وقد خالف فيه كثير من المتكلمين لنا وجهان الأول المعلوم منه أعراض عامة كالوجود أو سلوب ككونه واجبا أزليا أبديا أوليس بجوهر ولا في مكان أو إضافات ككونه خالقا قادرا عالما ولا شك أن العلم بهذه الصفات لا يوجب العلم بالحقيقة المخصوصة بل على أن ثمة حقيقة مخصوصة متميزة في نفسها عن سائر الحقائق وأما عين تلك الحقيقة فلا كما لا يلزم من علمنا بصدور الأثر الخاص عن المغناطيس العلم بحقيقته المعينة بل بأن حقيقته مغايرة لسائر الحقائق الثاني أن كل ما يعلم منه لا يمنع تصوره الشركة فيه ولذلك يحتاج في نفيه عن الغير وهو التوحيد إلى الدليل وذاته المخصوصة يمنع تصوره من الشركة فليس المعلوم ذاته المخصوصة وعكسه هو المطلوب
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»