الأربعين في الجهاد - المقرئ - الصفحة ٤٤
الحديث الرابع عشر أخبرنا الشيخ أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي ببغداد أخبرنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي أبو نصر أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ابن بنت منيع حدثنا عبد الجبار بن عاصم حدثني هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة بالرملة ومسكنه بيت المقدس عن إبراهيم بن أبي عبلة عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل الكندي وكان قومه بعثوه وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تمس ركبتي ركبته مستقبل الشام بوجهه، مول إلى اليمن ظهره، إذ أتاه رجل فقال: يا رسول الله! أذال الناس الخيل (1)، ووضعوا السلاح، وزعموا أن الحرب قد وضعت أوزارها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذبوا، بل الآن جاء القتال. لا تزال فرقة من أمتي يقاتلون على أمر الله يزيغ الله لهم قلوب أقوام وينصرهم عليهم حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله. الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهو يوحي إلي أني مقبوض غير ملبث فيكم، وأنكم متبعي أفنادا (2)، وعقر دار المؤمنين بالشام " (3).

(١) أذال الناس الخيل: الإذالة الإهانة، أي أهانوها واستخفوا بها بقلة الرغبة فيها، وقيل: أراد أنهم وضعوا أداة الحرب عنها وأرسلوها.
(٢) أي جماعات متفرقين قوما بعد قوم، واحدها فند. كذا في " النهاية " (٣: ٤٧٥).
(٣) قال في " النهاية " (3: 271): " العقر: بضم العين وفتحها، أي أصلها وموضعها، كأنه أشار به إلى وقت الفتن أن يكون بالشام يومئذ، آمنا بها وأهل الإسلام به أسلم ".
والحديث أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (1 / 27 / 1) من طريقين عن المخلص به.
وأخرجه الطبراني في " الكبير " (6357) وعنه ابن عساكر (1 / 27 / 1 - 2) عن عباس بن إسماعيل عن هانئ به.
وأخرجه النسائي في المجتبى (3561) عن خالد بن يزيد بن صالح عن إبراهيم بن أبي عبلة به.
وتابع إبراهيم بن أبي عبلة الوليد بن عبد الرحمن الجرشي.
أخرجه عند أحمد (4: 14) والفسوي (1: 336 - 337) والطبراني (6358) وابن عساكر (1 / 28 / 1) عن إبراهيم بن سليمان الأفطس، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي به.
قلت: وإسناد الحديث صحيح على شرط مسلم.
وأخرج قوله " عقر دار المؤمنين بالشام " كل من الحربي في " غريب الحديث " (3: 991) والطبراني (6359) من طريق الوليد بن عبد الرحمن.
وأخرج الحديث ابن حبان (7263) وابن عساكر (1 / 27 / 2) عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان بن مرفوعا.
وخالف داود عليه أحمد بن عبيد عند ابن عساكر، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عند ابن سعد (7: 427 - 428) فجعلاه من مسند سلمة بن نفيل، فيكونا قد وافقا " محمد بن مهاجر " في روايته عن الوليد بن عبد الرحمن بجعله من مسند سلمة بن نفيل، والله أعلم.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 40 41 43 44 46 48 49 50 52 ... » »»