كتاب أمثال الحديث - ابن خلاد الرامهرمزي - الصفحة ١٥
والتناهي الذي لا يتجاوزه صاحب الدار. ويسمى البواب حدادا لأنه يمنع من الدخول.
وتقول: دون ذلك الأمر حدد أي مانع.
قال: زيد بن عمرو بن نفيل:
سبحانه ثم سبحانه نعوذ به * فقبلنا سبح الجودي والجمد لا تعبدن إلها غير خالقكم * وإن دعيتم فقولوا دونه حدد وهذا مثل في وضوح الحق وظهور معالم الإسلام لمن أراد قصدها وعدل عن طريق الشبه والريب مفارقا لها وبيانه في حديث (النعمان بن بشير):
الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس.
فمن اتقى الشبهات استترن منه وأعرضن عنه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمى فيوشك أن يقع فيه. ولكل ملك حمى وحمى الله محارمه.
قال لنا أبو محمد:
الحمى: المكان المعشب الذي يمنع مالكه من تطرقه. وقوله، فمن اتقى الشبهات استترن منه وأعرضن عنه، تمثيل ومعناه ترك الإنسان ما يريبه إلىمالا يريبه. وجعل الفعل للشبه على التوسعة ومثله في كلام العرب كثير. قال الشاعر:
وفارقني قرين السوء لما * رأيت الرشد فارقت القرينا أراد جهل الشباب فأوجب له الفعل في حال ولنفسه في حال. والجهل لا فعل له وإنما الفعل للجاهل.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست