كتاب أمثال الحديث - ابن خلاد الرامهرمزي - الصفحة ١١٢
ثم يقول لأخيه الآخر: أترى ما قد نزل بي، وما رد علي أهلي ومالي. فما لي عندك وما لي لديك؟ فيقول: أنا صاحبك في لحدك وأنيسك في وحشتك وأقعد اليوم الوزن في ميزانك فأثقل ميزانك. هذا أخوه الذي هو عمله فكيف ترونه؟ قالوا:
خير أخ وخير صاحب يا رسول الله قال: فإن الأمر هكذا).
قالت (عائشة) رضوان الله عليها: فقام إليه (عبد الله بن كرز) فقال: يا رسول الله! أتأذن لي أن أقول على هذا أبياتا؟ فقال: نعم فذهب فما بات إلا ليلة حتى عاد إلى رسول الله (ص) فوقف بين يديه واجتمع الناس وأنشأ يقول:
واني وأهلي والذي قدمت يدي * كداع إليه صحبة ثم قائل لإخوته إذ هم ثلاثة إخوة * أعينوا علي أمر بي اليوم نازل فراق طويل غير مشق به * فماذا لديكم في الذي هو عائلي فقال امرؤ منهم أنا الصاحب الذي * أطيعك فيما شئت قبل التزايل فإما إذا جد الفراق فإنني * لما بيننا من خلة غير واصل فخذ ما أردت الآن مني فإنني * سيسلك بي في مهبل من مهابل وإن تبقين لا تبق فاستنفدنني * وعجل صلاحا قبل حتف معاجل وقال امرؤ قد كنت جدا أحبه * وأوثره من بينهم في التفاضل غنائي أني جاهد لك ناصح * إذا جد جد الكرب غير مقاتل ولكنني باك عليك ومعول * ومثن بخير عند من هو سائلي ومتبع الماشين أمشي مشيعا * أعين برفق عقبة كل حامل إلى بيت مثواك الذي أنت مدخل * وراجع مقرونا بما هو شاغلي كأن لم يكن بيني وبينك خلة * ولا حسن ود مرة في التباذل فذلك أهل المرء ذاك غناؤهم * وليسوا وإن كانوا حراصا بطائل وقال امرؤ منهم أنا الأخ لا ترى * أخا لك مثلي عند كرب الزلازل لدى القبر تلقاني هنالك قاعدا * أجادل عند القول رجع التجادل وأقعد يوم الوزن في الكفة التي * تكون عليها جاهدا في التثاقل ولا تنسني واعلم مكاني فإنني * عليك شفيق ناصح غير خاذل فذلك ما قدمت من كل صالح * تلاقيه إن أحسنت يوم التواصل قال: فبكى رسول الله (ص)، وبكى المسلمون من قوله، وكان (عبد الله بن كرز
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 117 118 ... » »»
الفهرست