دلائل النبوة - إسماعيل الأصبهاني - ج ٤ - الصفحة ١٢٦٤
حدثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري قال:
(لما رجع فل المشركين إلى مكة وقد قتل الله منهم من قتل: أقبل عمير بن وهب الجمحي حتى جلس إلى صفوان بن أمية الجمحي في الحجر، فقال صفوان: قبح الله العيش بعد قتلى بدر، قال: أجل، والله! ما في العيش خير بعدهم، ولولا دين علي لا أجد قضاءه وعيال لا أدع لهم شيئا لخرجت إلى محمد فقتلته إن ملأت عيني منه، فإن لي عنده علة أعتل بها، أقول: قدمت على ابني هذا الأسير!
ففرح صفوان بقوله، وقال: علي دينك، وعيالك أسوة عيالي في النفقة، لا يسعني شيء ويعجز عنهم، فحمله صفوان وجهزه، وأمر بسيف عمير فصقل وسم، وقال عمير لصفوان: اكتمني أياما، فأقبل عمير حتى قدم المدينة، فنزل بباب المسجد وعقل راحلته وأخذ السيف فعمد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وهو في نفر من الأنصار يتحدثون عن وقعة بدر ويذكرون نعمة الله فيها - فلما رآه عمر معه / السيف فزع، فقال: عندكم الكلب! فهذا عدو الله! الذي حرش بيننا يوم بدر وحزرنا للقوم،
(١٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1257 1258 1259 1260 1263 1264 1265 1266 1267 1268 1273 ... » »»