دلائل النبوة - إسماعيل الأصبهاني - ج ٣ - الصفحة ٧٩٨
الأيهم الغساني، ودخلنا عليه فإذا هو على سرير له، فأرسل إلينا برسول نكلمه فقلنا: والله! لن نكلم رسولا، وإنما بعثنا إلى الملك، فإن أذن لنا كلمناه وإلا لم نكلمه، فرجع إليه رسوله فأخبره بذلك، فأذن لنا، فقال:
تكلموا، فكلمه هشام ودعاه إلى الإسلام، وإذا عليه ثياب سواد فقال له هشام: ما هذه التي عليك؟
فقال: لبستها وحلفت أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام كله!
قلنا: مجلسك هذا فوالله! لنأخذنه منك، وملك الملك الأعظم إن شاء الله: أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، قال: لستم منهم، بل هم قوم يصومون بالنهار ويفطرون بالليل فكيف صومكم؟.
فأخبرناه، فعلا وجهه سواد، وقال: قوموا، وبعث معنا رسولا إلى الملك، فخرجنا حتى إذا كنا قريبا من المدينة / قال الذي معنا: إن دوابكم هذه لا تدخل مدينة الملك، فإن شئتم حملناكم على براذين وبغال، قلنا: والله! لا ندخل إلا عليها، فأرسلوا إلى الملك أنهم يأبون، فدخلنا على رواحلنا متقلدين سيوفنا حتى إذا انتهينا إلى غرفة له فأنخنا في أصلها، وهو
(٧٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 796 797 798 799 800 801 802 803 804 805 806 ... » »»