نزهة الناظر وتنبيه الخاطر - الحلواني - الصفحة ١١٧
وانصب نفسك لشغل اليوم قبل أن يتصل به شغل غد، فيمتلئ النهر الذي قدمت ذكره، وتلق كل يوم بفراغك فيما قد رسمته له من الشغل في أمس.
ورتب لكفاتك (1) في كل يوم ما يعملون في غد، فإذا كان في غد فاستعرض منهم ما رتبته لهم بالأمس، وأخرج إلى كل واحد بما يوجبه فعله من كفاية أو عجز فامح العاجز وأثبت الكافي.
وشيع جميل الفعل بجميل القول، فإنك لن تستميل العاقل بمثل الاحسان.
واجعل احسانك إلى المحسن، تعاقب به المسئ، فلا عقوبة للمسئ أبلغ من أن يراك قد أحسنت إلى غيره، ولم تحسن إليه، ولا سيما إن كان ذلك منك، باستحقاق فان المستحق يزيد فيما هو عليه، والمقصر ينتقل عما هو فيه.
وملاك أمر (2) السلطان مشاورة النصحاء، وحراسة شأنهم، وترك الاستقراء (3) واستثبات (4) الأمور.
59 - وقال عليه السلام: تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة والاعتلال على الله عز وجل هلكة، والاصرار أمن (ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون) (5). (6)

١) (أ، ط) لكفائك.
٢) (أ، ط) امرة. وملاك الامر: قوامه الذي يملك به.
٣ (ب) الاستقرار. واستقراء الأمور: تتبعها لمعرفة أحوالها وخواصها.
٤) (أ، ط) استياب. واستثب في الامر والرأي: تأنى وشاور فيه، وفحص عنه.
أقول: الجملة الأخيرة لا تخلو من تكلف في المعنى، أو سقط بنحو، و (هلاك أمره) ترك..
أو لعلها تصحيف: وترك (الاستفزاز وانسياب) الأمور.
٥) اقتباس من سورة الأعراف: ٩٩.
٦) تحف العقول: ٤٥٦ ح ٩ مرسلا عن الامام أبى جعفر الثاني عليه السلام عنه البحار: ٦ / ٣٠ ح ٣٦، وفى الارشاد للمفيد: ٣١٨، عنه مشكاة الأنوار: ١١١، وفى كنز الكراجكي:
١٩٥، عنه البحار: ٧٣ / ٣٦٥ ح ٩٧، وفى كشف الغمة: ٢ / 178، عنه البحار: 78 / 209 ح 86 (نقلا من تذكرة ابن حمدون). وفى الدرة الباهرة: 19 مرسلا عن رسول الله صلى الله عيه وآله.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»