قال: فما كان إلا هنيهة إذ جاءه رجل فقال: يا أبا بسطام رجل ضرب رجلا على أم رأسه، فادعى المضروب أنه انقطع شمه، قال:
فجعل شعبة يتشاغل عنه يمينا وشمالا، فأومأت إلى الرجل أن ألح عليه، فالتفت (إلي) وقال: يا أبا يحمد ما أشد البغي على أهله، لا والله ما عندي فيه شئ، ولكن أفته أنت، (قال): قلت: يسألك وأفتيه أنا؟
قال: فإني قد سألتك، قال: قلت: سمعت الأوزاعي والزبيدي يقولان: يدق الخردل دقا بالغا ثم يشم، فإن عطس كذب، وإن لم يعطس صدق.
قال: جئت بها يا فقيه، والله لا يعطس رجل انقطع شمه أبدا ".