حديث الستة من التابعين - الخطيب البغدادي - الصفحة ٧
نبذة عن فن العلل الذي هو موضوع هذا المصنف العلة لغة: المرض، ولها معان أخرى ولكن ما ذكرناه هو الأصل في المعنى الاصطلاحي.
واصطلاحا: سبب خفي قادح في الحديث وظاهره السلامة منه، ولا تعلق له بالجرح وهو المشهور. وأطلقها بعضهم على ما يتعلق بجرح الراوي، والبعض على ما ليس بقادح في الصحة، ونقل عن الترمذي أنه جعل النسخ علة.
ويصح أن يقال: حديث معلل ومعل، واختلف في معلول وهو موجود في كلام أكثر الأئمة كالبخاري والترمذي وابن عدي والدارقطني وغيرهم وهو صحيح من جهة اللغة خلافا لمن كرهه، وهو من قولهم: عل الشئ أي أصابته علة. وقد وقع استعماله في قصيدة كعب وصححه بعض أهل اللغة.
أهمية هذا الفن وطرق معرفته:
قال ابن مهدي: لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثا ليست عندي.
وقال الخطيب البغدادي مؤلف كتابنا: السبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته وتعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم في الإتقان والضبط.
وقال ابن كثير: وهو فن خفي على كثير من علماء الحديث حتى قال بعض حفاظهم: معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل وقال: إنما يهتدي إلى تحقيق هذا الفن الجهابذة النقاد منهم. أ. ه‍.
والعلة: إما أن تكون في الإسناد أو في المتن أو فيهما معا ولذلك تفاصيل يراجع لها الكتب المذكورة في آخر تلك النبذة.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»