حديث الستة من التابعين - الخطيب البغدادي - الصفحة ١٥
وقال ابن طاهر: سألت هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي: هل كان الخطيب كتصانيفه في الحفظ؟ قال: لا، إذا سألناه عن شئ أجابنا بعد أيام وإن ألححنا عليه غضب، كانت له بادرة وحشة.
وقد قيل: إن سبب خروج الخطيب من دمشق إلى صور أنه كان يختلف إليه صبي مليح فتكلم فيه الناس وبلغ ذلك أمير البلد وكان رافضيا متعصبا فأمر بقتله فشك منه بعض العلوية وأشار على الأمير بإخراجه من البلد فأمر بذلك فذهب إلى صور وأقام بها مدة.
قال ابن السمعاني: خرج من دمشق في صفر سنة سبع وخمسين فقصد صور وكان يزور منها القدس ويعود إلى أن سافر إلى العراق سنة اثنتين وستين. وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حتى مال إلى ما مال إليه.
وقال أبو منصور علي بن علي الأمين: كتب الخطيب إلى القائم: (إني) إذا مت يكون مالي لبيت المال فليؤذن لي حتى أفرقه على من شئت فأذن له ففرقه على المحدثين.
وقال ابن ناصر: حدثتني أمي أن أبي حدثها قال: دخلت على الخطيب في مرضه فقلت له يوما يا سيدي إن ابن خيرون لم يعطني من الذهب شيئا الذي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث فرفع الخطيب رأسه من المخدة وقال:
خذ هذه بارك الله لك فيها. فكان فيها أربعون دينارا.
وقال مكي الرميلي: مرض الخطيب في رمضان من سنة ثلاث وستين إلى أن اشتد به الحال في أول ذي الحجة ومات يوم سابعه وأوصى إلى أبي الفضل بن خيرون ووقف كتبه على يده وفرق ماله في وجوه البر وشيعه القضاة والخلق وأمهم أبو الحسين بن المهتدي بالله ودفن بجنب بشر الحافي.
قال ابن خيرون: دفن بباب حرب وتصدق بماله وهو مائتا دينار، وأوصى
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»