جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ١٥٥
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن صلاة اليل فقال مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فواحدة وكذبت عائشة ابن عمر في عدد عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وقد ذكرنا ذلك في كتاب التمهيد وقد كان بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلة العلماء عند الغضب كلام هو أكثر من هذا ولكن أهل الفهم والعلم والميز لا يلتفتون إلى ذلك لأنهم بشر يغضبون ويرضون والقول في الرضا غير القول في الغضب ولقد أحسن القائل لا يعرف الحلم إلا ساعة الغضب ومن أشنع شيء روي في هذا الباب وأشده نوكا ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كان الضحاك بن مزاحم يكره المسلك فقيل له أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يتطيبون به قال نحن اعلم منهم وذكر المروزي قال حدثنا الحلواني قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا جرير بن حازم عن أيوب قال قدم علينا عكرمة فلم يزل يحدثني حتى صرت بالمربد ثم قال أيحسن حسنكم مثل هذا قال أبو عمر وقد علم الناس أن الحسن البصري يحسن أشياء لا يحسنها عكرمة وإن كان عكرمة مقدما عندهم في تفسير القرآن والسير وقيل لعروة بن الزبير أن ابن عباس يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث بمكة بعد أن بعث ثلاث عشرة سنة فقال كذب إنما أخذه من قول الشاعر قال أبو عمر والشاعر هو أبو قيس صرمة بن أنس الأنصاري ويقال ابن أبي أنس هو القائل ثوى في قريش بضع عشرة حجة يذكر لو يلقى صديقا مواتيا في شعر قد ذكرناه في كتاب الصحابة عند ذكر أبي قيس هذا وعن سعيد بن حميد أنه قال في العمرة أنها واجبة فقيل له أن الشعبي يقول ليست بواجبة فقال كذب الشعبي وعن الحسن بن علي أنه سئل عن قول الله جل وعز وشاهد ومشهود فأجاب فيها فقيل له أن ابن عمر وابن الزبير قالا كذا وكذا خلاف قوله فقال كذبا وعن علي بن أبي طالب أنه قال كذب المغيرة بن شعبة وعن عبادة بن الصامت أنه قال كذب أبو محمد يعني في وجوب الوتر وأبو محمد هذا اسمه مسعود بن أوس أنصاري بدري قد ذكرناه في الصحابة ونسبناه وتكذيب عبادة له من رواية مالك وغيره في قصة
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»