جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ٨٥
ولو فلق القلب المعلم في الصبا لا لفى فيه العلم كالنقش في الحجر وما العلم بعد الشيب ألا تعسف إذا كل قلب المرء والسمع والبصر وما المرء إلا اثنان عقل ومنطق فمن فاته هذا وهذا فقد دمر وقال آخر إذا ما المرء لم يولد لبيبا فليس بنافع قدم الولادة وقال آخر إن الحداثة لا تقصر بالفتى المرزوق ذهنا لكن تذكي عقله فيقوق أكبر منها سنا وحدثنا خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن علي بن الحسن المدايني قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا يوسف بن يعقوب بن الماجشون قال قال لنا ابن شهاب ونحن نسئله لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يتبع حدة عقولهم وذكر الحسن الحلواني في كتاب المعرفة قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا يوسف بن الماجشون قال قال لي ابن شهاب ولأخ لي وابن عم ونحن فتيان نسئله عن العلم لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم وقال الحلواني وحدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا جرير بن حازم قال سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن عكرمة عن ابن عباس قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاب قلت لشاب من الأنصار يا فلان هلم فلنسأل أصحاب رسول اله صلى الله عليه وسلم قال فتركت ذلك وأقبلت على المسئلة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنتعلم منهم فإنهم كثير قال العجب لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الأرض من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه آله وسلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلا فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح على وجهي حتى يخرج فإذا خرج قال يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»