جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ٨٣
احفظ هذه لعلك تسئل عنها وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطى قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا عمارة بن غزية عن عثمان بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير أنه كان يقول لبنيه يا بني أنا أزهد الناس في عالم أهله فهلموا إلي فتعلموا مني فإنكم توشكون أن تكونوا كبار قوم إني كنت صغير لا ينظر إلي فلماأدركت من السن ما أدركت جعل الناس يسألونني وما شيء أشد علي امرئ من أن يسئل عن شيء من أمر دينه فيجهله أنشدني هارون بن موسى قال أنشدنا إسماعيل بن القاسم قال أنشدنا ابن الأنباري قال أنشدني أبي في أبيات ذكرها فهبني عذرت الفتى جاهلا فما العذر فيه إذا المراء شاخا وكان يقال من أدب ابنه صغيرا أقرت به عينه كبيرا ولا بن أغبس في أبيات له ما أقبح الجهل على من بدا برأسه الشيب وما أشنعه ولغيره رأيت العلم لم يكن انتهابا ولم يقسم على عدد السنين ولو أن السنين تقامسته حوى الآباء أنصبة البنين وقال آخر يقوم من ميل الغلام المؤدب ولا ينفع التأديب والرأس أشيب وقال أمية بن أبي الصلت إن الغلام مطيع من يؤدبه ولا يطيعك كهل حين يكتهل وقال آخر يقوم بالشاف العود لدنا ولا يتقوم العود الصليب وقال آخر إن الغلام مطيع من يؤدبه ولا يطيعك ذو شيب بتأديب وقال سابق البربري رحمه الله قد ينفع الأدب الأحداث في مهل وليس ينفع عند الكبرة الأدب إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولن تلين إذا قومتها الخشب وقال محمد بن مناذر
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»