يا ذا الذي يقرأ في كتبه ما أمر الله ولا يعمل قد بين الرحمن مقت الذي يأمر بالحق ولا يفعل من كان لا تشبه أفعاله أقواله فصمته أجمل من عذل الناس فنفسي بما قد قارفت من ذنبها أعذل إن الذي ينهى ويأتي الذي عنه نهى في الحكم لا يعدل وراكب الذنب على جهله أعذر ممن كان لا يجهل لا تخلطن ما يقبل الله من فعل بقول منك لا يقبل وروى عبد الله بن المبارك عن عوف عن أبي المنهال قال حدثني صفوان بن محرر سمع جندب بن عبد الله البجلي يقول في حديث ذكره أن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه كالمصباح يحرق نفسه ويضيء لغيره قال أبو عمر أخذه بعض الحكماء فقال وبخت غيرك بالعمى فافدته بصرا وأنت محسن لعماكا كفتيلة المصباح تحرق نفسها وتنير موقدها وأنت كذاكا وقد أخذه في غير هذا المعنى عباس بن الأحنف فقال صرت كأني ذبالة نصبت تضيء للناس وهي تحترق ولقد أحسن أبو الأسود الدؤلي في قوله ويروي للعرزمي لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم وابدأ بنفسك فإنهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك تعذران وعظت ويقتدي بالقول منك ويقبل التعليم ولأبي العتاهية إذا عبت أمرا فلا تأته وذو اللب مجتنب ما يعيب وقال محمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله لا تلم المرء على فعله وأنت منسوب إلى مثله من ذم شيئا وأتى مثله فإنما يزري على عقله أنشدها الزبير وقال منصور الفقيه إن قوما يأمرونا بالذي لا يفعلونا
(١٩٥)