بهذا قالوا جاءنا به رجل من أنفسنا قد عرفنا وجهه ونسبه أنزل الله عليه كتابه فعرفنا كلام الله وصدقناه قال لهم النجاشي فبم يأمركم قالوا يأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا ويأمرنا أن نترك ما كان يعبد آباءنا ويأمرنا بالصلاة وبالوفاء وبأداء الأمانة وبالعفاف قال النجاشي فوالله إن خرج هذا إلا من المشكاة التي خرج منها أمر موسى عليه السلام فقال عمرو بن العاص حين سمع ذلك من النجاشي إن هؤلاء يزعمون أن ابن مريم إلهك الذي تعبد عبد فقال النجاشي لجعفر ومن معه من المهاجرين ماذا تقولون في عيسى بن مريم قالوا نقول هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وابن العذراء البتول فخفض النجاشي يده إلى الأرض فأخذ عودا وقال والله ما زاد على ذلك قدر هذا العود فقال عظماء الحبشة والله لئن سمعت الحبشة بهذا لتخلعنك فقال النجاشي والله لا أقول في ابن مريم غير هذا القول أبدا إن الله لم يطع في الناس حين رد إلي ملكي فأنا أطيع الناس في الله معاذ الله من ذلك ارجعوا إلى هذا هديته فوالله لو رشوني دبرا من ذهب ما قبلته والدبر الجبل قال الهروي لا أدري عربي أم لا ثم قال من نظر إلى هؤلاء الرهط نظرة يؤذيهم بها فقد غرم ومعنى غرم هلك في قوله تعالى * (إن عذابها كان غراما) * فخرج عمرو بن العاص وابن أبي ربيعة وسمع رسول الله صلى الله عليه سلم ببعث قريش عمرو بن العاص إلى النجاشي فبعث رسول الله صلى الله عليه سلم عمرو بن أمية الضمري وكتب معه إلى النجاشي فقدم
(١٣٣)