الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٠٧
انصرف فلما نزل الصفراء قسم بها الغنائم كما أمر الله عز وجل وضرب بها عنق النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة العبدري وهو الذي جاءت ابنته قتيلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشدته * يا راكبا إن الأثيل مظنة * من صبح خامسة وأنت موفق * أبلغ به ميتا بأن تحية * ما إن تزال بها النجائب تخفق * مني إليه وعبرة مسفوحة * جادت بواكفها وأخرى تخنق * ظلت سيوف بني أبيه تنوشه * لله أرحام هناك تشقق * أمحمد يا خير ضنء كريمة * من قومها والفحل فحل معرق * ما كان ضرك لو مننت وربما * من الفتى وهو المغيط المحنق * والنظر أقرب من قتلت قرابة * وأحقهم إن كان عتق يعتق * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إني لو سمعت هذا قبل قتله لم أقتله وهذا ليس معناه الندم لأنه عليه السلام لا يقول ولا يفعل إلا حقا لكن معناه لو شفعت عندي بهذا القول لقبلت شفاعتها وفيه تنبيه على حق الشفاعة والضراعة ولا سيما الاستعطاف بالشعر فإن مكارم الأخلاق تقتضي إجازة الشاعر وتبليغه قصده والله أعلم ثم لما نزل عرق الظبية ضرب عنق عقبة بن أبي معيط قال أبو عمر روى عن عبادة بن الصامت قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلقوا العدو فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفة من
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»